ؓ وفيات:
"عزاء ومؤاساة"
على وفاة الأستاذ الشيخ ياسين أختر المصباحي رحمه الله
بقلم: رئيس التحرير
بغاية من الأسى والحزن تنعى أسرة التحرير لمجلة "المشاهد" العربية، وفاة الفقيد الراحل الأستاذ الشيخ محمـــــد ياسين أختر المصباحي، تغمده الله بغفرانه. وتتقدم بالتعازي والمؤاساة إلى أسرة الفقيد الكريمة وبالأخص إلى نجله الأخ الحبيب محمد نسيم (حفظه الله) وغيره من منتسبي الشيخ وذويه ومن له صلة بهم ولاسيما جماعة أهل السنة في الهند وخارجها. تغمّده الله بغفرانه وأحسن مثواه في الفردوس الأعلى. ويلهمنا وإياكم والأسرة كذلك الصبر والسلوان.
كان الشيخ من كبار علماء أهل السنة والجماعة في الهند، وهو من تلامذة الشيخ عبد العزيز المباركفوري رحمه الله، النابهين، الذي درس عليه وعلى غيره من الأساتذة في الجامعة الأشرفية بمباركفور، ثم انتقل إلى ندوة العلماء بلكناؤ، وبعد التخرج تقلّد زمام التدريس في الجامعة الأشرفية بمباركفور برهةً من الزمن، ثم انتقل إلى دلهي، حيث أسس مؤسسةً للتأليف والنشر باسم "دار القلم"، مقرّها في منطقة ذاكر نغر، دلهي الجديدة، ولهذه المؤسسة دور كبير في إثراء المكتبات الأردية والعربية بأنواع من الكتب والبحوث والدراسات، إلى جانب الصحف والمجلات، كما لها دور في تثقيف أبناء المنطقة؛ إذ تضم المؤسسة مدرسة ومسجدا لخدمة أبناء المنطقة.
كان الشيخ رحمه الله من كبار الكتاب باللغة الأردية، وأحد أبرز المهتمين بقضايا العصر والسياسة الحاضرة، له مئات من المقالات الصحفية والبحوث العلمية في مختلف من المجالات، كما كان له باع طويل في اللغة العربية كذلك.
حينما رأى كتابي عن حياة الإمام أحمد رضا خان القادري وأعماله في اللغة العربية، طار فرحا، وتهلل بشره حبورا، وقال لي: كان هذا مشروعي، ولكنني لم أستطع أن أنجز، وقد وفقك الله.
كان طويل الصمت قليل الكلام، وإذا تكلم لم يتكلم عبثا أو كلاما فارغا فضفاضا دون مغزى ومعنى، بل جل كلامه في العلم، مفعما بالأفكار العالية النزيهة، ولهذا كان يعدّ أحد أبرز المفكرين الإسلاميين المعاصرين، الذين يدافعون عن الإسلام والمسلمين بأسلوب علمي معقول ومقبول، كما تشهد كتاباته عن آيات الجهاد في القرآن الكريم، وقضية التطليقات الثلاث، وغير ذلك من قضايا عقدية وفكرية وفقهية معاصرة وحساسة.
كان منهجه في الفكر يتسم بالاعتدال والوسطية، لم يكن ناقما على التراث القديم، كما لم يكن متعصبا له، بل كان داعيا إلى الجمع بين الإصالة والتجديد.
كان الشيخ يتمتع بشخصية علمية وأدبية قوية، له شهرة في عموم الهند، كما كان له ثقل ملموس في مدينة دلهي خاصةً، حيث كان مرجعا للعلماء والطلاب، يقصدونه لإرواء غليلهم العلمي.
وأخيرا نسأل الله تعالى أن يغفره ويرفع درجاته في أعلى عليين، ويجعل الجنة مثواه، ويعوضنا عنه بخير. فقد أصابت جماعة أهل السنة في الهند فراغا لا يمكن أن يسد في قريب عاجل.
وتقبلوا منا فائق التقدير والاحترام
الدكتور أنوار أحمد خان البغدادي
رئيس التحرير، مجلة المشاهد
أستاذ العلوم الإسلامية في أكاديمية بلغار الإسلامية،
بلغار، روسيا الاتحادية
Email: almushahid2014@gmail.com
0 تبصرے
اپنا کمینٹ یہاں لکھیں