تقسيم النَّبيّ صلى الله عليه وسلم لوقته

كلّنا شَوقٌ إليك يا سيدي يا رسول الله

تقسيم النَّبيّ صلى الله عليه وسلم لوقته

قال اللهُ تعالى: (فاسْتَبِقوا الخَيْراتِ إلى الله مَرْجِعُكُم جميعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنتُمْ فيه تَختلِفون) سورة المائدة48
فمن هدْي نبيِّنا محمّدٍ صلى الله عليه وسلم المداومةُ على قيام الليل امتثالا لأمر الله تعالى: (وَمِنَ الَّْيلِ فتَهَجَّدْ بِه) سورة الإسراء79

(قُمِ اللَّيْلَ إلا قليلا) 2 سورة المزمل
(وَمِنَ الَّيْلِ فاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلا طَويلا) 26 الإنسان

فما ترك صلّى الله عليه وسلّم مناجاة ربِّه عزَّ وجلّ في ليلة والناسُ نيام؛ حتى  قالت عائشة لعبد الله بن قيس: "لا تَدَعْ قِيام اللَّيْلِ، فإن رَسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان لا يَدَعُهُ" رواه أبو داود
وكان صلى الله عليه وسلم يبدأ تهجُّده بركعتين خفيفتين وأمر بذلك، قالت عائشة: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من اللَّيْلِ لِيُصَلِّيَ افْتَتَحَ صلاتُهُ بِركعتين خَفيفَتَيْن" رواه مسلمٌ

وكان عليه الصلاة والسلام يقسم ليله بين الحديث مع أهله وبين النوم وقيام الليل بالصلاة وغيرها من الطاعات صلى الله عليه وسلّم.
روى مسلم عن ابن عباس أنه قال: "رَقَدْتُ في بَيْتِ مَيْمونة ليلة كان النَّبِيُّ صَلَّى الله عليه وسَلَّمَ عِندها لأنْظُرَ گيْفَ صلاةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بالليل. قال فتحدَّث النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَعَ أهْلِهِ ساعةً ثُمَّ رَقَد. وفي رواية البخاريّ:  ثُمَّ قام فَتَوَضَّأ، واسْتَنَّ (استعمل السواك)، فَصَلَّى إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعةٍ (هذه صلاة غير الصلوات الخمس) ثُمَّ أَذَّنَ بِلالٌ ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى الصُّبْحَ.

تنبيه: من كان عليه صلاة قضاء من الصلوات الخمس فليسارع وليُصَلّها بدل صلاة السنّة لان العلماء قالوا من شغله النفل (كصلاة السنّة) عن الفرض فهو مغرور
ومن شغله الفرض عن النفل (كصلاة السنّة ) فهو معذور
صلاة النفل (السنّة ) لنا ثواب بفعلها وليس علينا عقاب في الآخرة بتركها، أما الصلوات الخمس الواجبة إن تركها المسلم عليه عقاب في الآخرة إن لم يقضها ولا بُدَّ أن يقضيها وله ثواب بالقضاء، فإذا من كان عليه قضاء صلوات (الصلوات الخمس "الصبح، الظهر، العصر، المغرب، العشاء" فليسارع وليَقْضها قبل صلاة التهجّد وقيام الليل
وهناك أحاديث مكذوبة على رسول الله على زعمهم للتشجيع على صلاة السنة والعياذ بالله، يخوفون الناس انهم إذا لم يصلّوا صلاة السنّة عليهم عقاب في الآخرة والعياذ بالله من الكفر لأنهم فرضوا على النّاس ما لم يفرضه الله.
صحيح صلاة السنّة فيها ثواب ولكن إذا لم تصلّها لا عقاب عليك في الآخرة، أما الصلوات الخمس المفروضة اذا لم يصلّها ومات قبل أن يقضيها هذا الذي يعذّب في الآخرة ويكون المسلم تحت مشيئة الله إن شاء عذبه وإن شاء غفر له.

حديث الرسول مع أهله
فقول ابن عباس: مع أهله ساعة ثُمَّ رَقَدَ فيه دلالة على أهمية حديث الرّجل مع أهل بيته بعد العشاء بنية حسنة، فيُستثنى من كراهة السهر بعد العشاء، ما فيه من مصلحة كمؤانسة الأهل وحسن العشرة؛ وما يترتب على ذلك من مصالح عَظِيمَة، فكم من مشكلات في البيوت سببها إهمال الزوج الحديث مع أهله، وتجاهله فوائد هذه المحادثة

صلاته في الثلث الأخير من الليل
وهو تأخير الوتر لثلث الليل الأخير، لفضيلة الوقت ففي هذا الوقت تنزل البركات والرحمات؛ وبذلك يكون الجسم قد أخذ راحته من النوم، فيقوم نشيطًا إلى العبادة

وبذلك يدرك في الثلث الأخير من الليل وقت السحر الذي امتدح الله تعالى المستغفرين به، قال الله تعالى: (والمُسْتَغْفِرينَ بِالأسْحارِ) سورة آل عمران17
           

قراءة القرءان
قال ابن عباس: فلمّا كان ثُلُثُ الليل الآخِرُ قعد- أي قام من النوم- فنظر الرسول إلى السماء- يتفكر في عجائب خلق الله- وقرأ قوله تعالى: (إنَّ في خَلْقِ السّماواتِ والأرْضِ واخْتلافِ الَّيلِ والنّهار لآياتٍ لِأُولي الألْباب) سورة ءال عمران190 وغيرها من عظيم آيات الله تعالى
     
صلاة سنّة الصبح بالبيت
قال ابن عباس رضي الله عنه: "ثم أذّن بلال فصلى الرسول ركعتين -سنّة الصبح- ثم خرج فصلّى- أي بالجماعة- الصبح

وقد كان صلّى الله عليه وسلّم يقوم الليل حتى في أسفاره ومغازيه رغم ضيق الوقتِ، وشدّة الطّريق، وقلة الراحة.
فبعد هذا البيان حريّ بنا أن نقتدي بسيّد الخلق محمّد وأن نجدّ ونجتهد ونتعب اليوم لنرتاح في قبورنا إن شاء الله
هنيئا لك يا سيّدي يا ابن عباس انك عشت ليلة مع الحبيب محمّد تراقب سيّدنا محمّدا ماذا يفعل من طاعات ابتغاء مرضاة الله.

كُنْ ناشرًا للخير 

ایک تبصرہ شائع کریں

0 تبصرے