بعض الأحاديث الواردة في فضل ليلة النصف من شعبان:
1- عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا كان ليلة النصف من شعبان يغفر الله لعباده إلا لمشرك أو مشاحن». [مسند البزار: ج1/ص157]
2- عن أبي ثعلبة أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «يطلع الله إلى عباده ليلة النصف من شعبان فيغفر للمؤمنين ويمهل الكافرين ويدع أهل الحقد لحقدهم حتى يدعوه». [مسند البزار: ج1/ص157، المعجم الكبير ج22/ص223-224، رقم: 590-591،والسنن الصغرى للبيهقي ج3/ص431]
3- عن أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إِنَّ اللَّهَ لَيَطَّلِعُ في لَيْلَةِ النِّصْفِ من شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خلقة إلا لِمُشْرِكٍ أو مُشَاحِنٍ».[سنن ابن ماجه ج1/ص445، رقم: 1390]
4- عن عَائِشَةَ قالت: «فَقَدْتُ رَسُولَ الله -صلى الله عليه وسلم- لَيْلَةً فَخَرَجْتُُ فإذا هو بِالْبَقِيعِ فقال: أَكُنْتِ تَخَافِينَ أَنْ يَحِيفَ الله عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ، قلت: يا رَسُولَ اللَّهِ إني ظَنَنْتُ أَنَّكَ أَتَيْتَ بَعْضَ نِسَائِكَ، فقال: إِنَّ اللَّهَ عز يَنْزِلُ لَيْلَةَ النِّصْفِ من شَعْبَانَ إلى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَغْفِرُ لِأَكْثَرَ من عَدَدِ شَعْرِ غَنَمِ كَلْبٍ». [سنن الترمذي: ج3/ص116،بَاب ما جاء في لَيْلَةِ النِّصْفِ من شَعْبَانَ، رقم:739]
وفي رواية البيهقيّ: « أن عائشة قالت: قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الليل يصلي فأطال السجود حتى ظننت أنه قد قبض فلما رأيتُ ذلك قمت حتى حركت إبهامه فتحرك فرجعت، فلما رفع الي رأسه من السجود وفرغ من صلاته قال: يا عائشة أو يا حميراء: أظننت أن النبي قد خاس بك؟ قلت: لا والله يا رسول الله، ولكنني ظننتُ أنك قبضت لطول سجودك، فقال: أتدرين أي ليلة هذه؟ قلت: الله ورسوله أعلم قال هذه ليلة النصف من شعبان، إن الله عز وجل يطلع على عباده في ليلة النصف من شعبان، فيغفر للمستغفرين، ويرحم المسترحمين، ويؤخر أهل الحقد كما هم». [شعب الإيمان: ج3/ص382،رقم: 3835]
وزاد في موضع: «فقال هذه الليلة ليلة النصف من شعبان، ولله فيها عتقاء من النار بعدد شعور غنم كلب، لا ينظر الله فيها إلى مشرك ولا إلى مشاحن ولا إلى قاطع رحم ولا إلى مسبل ولا إلى عاقّ لوالديه ولا إلى مدمن خمر، قال: ثم وضع عنه ثوبيه فقال لي: يا عائشة تأذنين لي في قيام هذه الليلة، فقلت: نعم بأبي وأمي فقام فسجد ليلا طويلا حتى ظننت أنه قبض، فقمت التمسته ووضعت يدي على باطن قدميه فتحرك ففرحت وسمعته يقول في سجوده: أعوذ بعفوك من عقابك، وأعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بك منك جل وجهك لا أحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيتَ على نفسك، فلما أصبح ذكرتهن له فقال يا عائشة: تعلمتِهنَّ؟ فقلت: نعم. فقال: تعلميهنَّ وعلميهنَّ؛ فإن جبريل عليه السلام علمنيهنَّ وأمرني أن أرددهن في السجود».[ شعب الإيمان: ج3/ص384-385،رقم: 3835]
5- عن عبد الله بن عَمْرٍو انَّ رَسُولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «يَطَّلِعُ الله عز وجل إلى خلقة لَيْلَةَ النِّصْفِ من شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِعِبَادِهِ الا لاِثْنَيْنِ: مُشَاحِنٍ وَقَاتِلِ نَفْسٍ». [مسند أحمد بن حنبل: ج2/ص176، رقم: 6642، ومسند البزار ج1/ص157]
6- عن عوف بن مالك قال قال رسول الله: صلى الله عليه وسلم «يطلع الله تبارك وتعالى على خلقه ليلةَ النصف من شعبان، فيغفر لهم كلِّهم إلا لمشركٍ أو مشاحن». [مسند البزار: ج1/ص157]
7- عن كثير بن مرة الحضرمي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن اللهَ ينزل ليلةَ النصف من شعبان، فيغفر فيها الذنوب إلا لمشركٍ أو مشاحن». [مصنف ابن أبي شيبة ج6/ص108،رقم:29859،و مصنف عبد الرزاق ج4/ص316،باب النصف من شعبان، رقم:7923، مسند البزار: ج7/ص186،رقم:2754.]
8- عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: « يَطْلُعُ اللَّهُ إِلَى خَلْقِهِ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ». [صحيح ابن حبان: ج12/ص481، رقم:5665،و المعجم الكبير ج20/ص108،رقم: 215، والمعجم الأوسط ج7/ص36،رقم:2124، وقال صاحب كتاب موارد الظمآن: رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجالهما ثقات ج1/ص486، وقال العراقي في شرح المواهب: حديث حسن].
ومن الآثار المروية عن الصحابة والتابعين والعلماء في فضل هذه الليلة:
قال ابن عباس رضي الله عنهم: (في النصف من شعبان): (إنَّ الرجلَ ليمشي في الأسواق، وإن اسمه لفي الموتى). [مصنف عبد الرزاق: ج4/ص317.]
وقال عبد الله بن عمر رضي الله عنهم: (خمس ليال لا تردُّ فيهن الدعاء ليلة الجمعة وأول ليلة من رجب وليلة النصف من شعبان وليلتيِ العيدين).[ مصنف عبد الرزاق: ج4/ص317.]
وقال عطاء بن يسار رحمه الله: (تنسخ في النصف من شعبان الآجال، حتى أنَّ الرجلَ ليخرجُ مسافراً وقد نسخ من الأحياء إلى الأمواتِ، ويتزوج وقد نسخ من الأحياء إلى الأموات) . [مصنف عبد الرزاق: ج4/ص317.]
وقال الشافعي رحمه الله: (بلغنا أنه كان يقال: إن الدعاء يستجاب في ليلة الجمعة، وليلة الأضحى، وليلة الفطر، وأول ليلة من رجب، وليلة النصف من شعبان، وبلغنا أن ابن عمر كان يحيي ليلةَ جمعٍ، وليلةُ جمع هي ليلة العيد لأن في صبحها النحر... ثم قال (أي الشافعيّ): وأنا أستحبُّ كل ما حكيت في هذه الليالي من غير أن يكون فرضا). [الام: ج 1/ ص 364، معرفة السنن والآثار ج3/ص67.]
وقد اتقفت المذاهبُ الأربعةُ على: ندبِ إحياءِ ليلة النّصفِ من شعبان، لما وردَ فيها من الأحاديثِ والآثار.
المذهب الحنفي :
قالَ في: [مراقي الفلاح]:”(و ) يندبُ إحياءُ ( ليلةِ النصف من شعبانَ ) لأنها تكفِّرُ ذنوبَ السَّنة…ومعنى القيامُ أن يكونَ مشتغلاً مُعظمَ الليلِ بطاعةٍ ..”. [مراقي الفلاح للشرنبلالي 1/151]
وقال في موضعٍ آخرَ:”و” نُدبَ” الاغتسالُ”في ليلةِ براءة” وهي ليلةُ النصفِ من شعبانَ لإحيائِها وعِظم شأنها إذ فيها تقسَّمُ الأرزاقُ والآجالُ”.[مراقي الفلاح الشرنبلالي 1/48]
المذهب المالكي:
قالَ العلامةُ الحطَّاب رحمه الله تعالى في:[ مواهبِ الجليل 2/193]: (وندبَ إحياءُ ليلتهِ) أي ليلةِ العيدِ، وفي حكمِها عندَهم: ليلةُ النصفِ كما قالَه غيرُ واحدٍ.
قالَ العلامةُ الخرشيُّ رحمه الله تعالى:”الْإِحْيَاءُ يَحْصُلُ بِمُعْظَمِ اللَّيْلِ عَلَى الْأَظْهَرِ بِالصَّلَاةِ وَالذِّكْرِ وَمِنْهَا الْغُسْلُ عَلَى الْمَشْهُورِ”.إهـ
[شرح المختصر للخرشي 2/ 101]
المذهب الشافعي:
قالَ الإمامُ النوويُّ رحمه الله تعالى:”وَاسْتَحَبَّ الشَّافِعِيُّ وَالْأَصْحَابُ الْإِحْيَاءَ الْمَذْكُورَ مَعَ أَنَّ الْحَدِيثَ ضَعِيفٌ لِمَا سَبَقَ فِي أَوَّلِ الْكِتَابِ أَنَّ أَحَادِيثَ الْفَضَائِلِ يُتَسَامَحُ فِيهَا وَيُعْمَلُ عَلَى وَفْقِ ضَعِيفِهَا وَالصَّحِيحُ أَنَّ فَضِيلَةَ هَذَا الْإِحْيَاءِ لَا تَحْصُلُ إلَّا بِمُعْظَمِ اللَّيْلِ [المجموع شرح المهذب 5/43]
وقال العلامة ابن حجر الهيتمي رحمه الله تعالى:”وَالْحَاصِلُ أَنَّ لِهَذِهِ اللَّيْلَةِ فَضْلًا وَأَنَّهُ يَقَعُ فِيهَا مَغْفِرَةٌ مَخْصُوصَةٌ وَاسْتِجَابَةٌ مَخْصُوصَةٌ وَمِنْ ثَمَّ قَالَ الشَّافِعِيُّ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – إنَّ الدُّعَاءَ يُسْتَجَابُ فِيهَا”[الفتاوى الفقهية الكبرى 2/80]
المذهب الحنبلي:
قال العلامة البهوتي رحمه الله تعالى:”ولا يقومُهُ كلَّه-يعني الليلَ- إلا ليلةَ عيدٍ، ويتوجَّهُ ليلةُ النصفِ من شعبان”.[الروض المربع للبهوتي 118]وانظر شرح منتهى الإرادات (1/251)
وفي كشاف القناع:[ 1/444]: “( وأما ليلة النصف من شعبان ففيها فضل وكان ) في ( السلف من يصلي فيها…”.
ومن الدعاء الوارد فيها:
(اللهم يَا ذَا الْمَنِّ وَلَا يُمَنُّ عَلَيْهِ، يَا ذَا الْجَلَالِ وَالإِكْرَامِ، يَا ذَا الطَّوْلِ وَالإِنْعَامِ. لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ظَهْرَ اللَّاجِئينَ، وَجَارَ الْمُسْتَجِيرِينَ، وَأَمَانَ الْخَائِفِينَ.
اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ كَتَبْتَنِي عِنْدَكَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ شَقِيًّا أَوْ مَحْرُومًا أَوْ مَطْرُودًا أَوْ مُقَتَّرًا عَلَيَّ فِي الرِّزْقِ، فَامْحُ اللَّهُمَّ بِفَضْلِكَ شَقَاوَتِي وَحِرْمَانِي وَطَرْدِي وَإِقْتَارَ رِزْقِي، وَأَثْبِتْنِي عِنْدَكَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ سَعِيدًا مَرْزُوقًا مُوَفَّقًا لِلْخَيْرَاتِ، فَإِنَّكَ قُلْتَ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ فِي كِتَابِكَ الْمُنَزَّلِ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكَ الْمُرْسَلِ: ﴿يَمْحُو اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ﴾).
وألفاظ دعاء الكتابة وردت عن سيدنا عمر وسيدنا ابن مسعود في السنن، والأصل أن مثل هذه الأنباء لا يقولها الصحابة بالرأي وإنما لسماعهم عن النبي الكريم ﷺ.
0 تبصرے
اپنا کمینٹ یہاں لکھیں