التفاهم بين الزوجين

التفاهم بين الزوجين🌹

روت كتب الأدب والسيرة أن الشعبي لقي شريحاً القاضي فقال له : كيف حالك في بيتك يا شريح ؟

قال : منذ عشرين سنةً وأنا زوج لم أجد ما ينغص حياتي أو يُعكر صفائي .

*قال له الشعبي : وكيف ذاك ؟* 
*قال شريح : خطبت امرأة من أسرة صالحة ، وفي أول ليلة دخلت فيها عليها وجدت كمالاً وصلاحاً ، فصليت ركعتين من صلاتي شكراً لله تعالى على ما أولاني من نعمة الزوجة الصالحة الأمينة ، ولما سلمت من صلاتي وجدت زوجتي تصلي بصلاتي ، وتسلم بسلامي ، وتشكر شكري ولما خلا البيت من الأصحاب والأحباب ، أخذت بيدها ، فقالت:*

على رسلك (أي تمهل) يا أبا أمية ، كما أنت ثم قامت وخطبت تقول :
"الحمد لله أحمده وأستعينه وأصلي على نبيِّه صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه واستغفره من كل ذنب ، أما بعد ، فإنني امرأة غريبة لا أدري ما تحب وما تكره ، فبيِّن لي ما تحب حتى آتيه ، وما تكره حتى أجتنبه ، لقد كان لك يا أبا أمية من نساء قومك من هي كفء لزواجك وكان لي من رجال قومي من هو كفء لزواجي ، ولكن الله تعالى قضى أمراً كان مفعولاً ، فكنتُ لك زوجة ، على كتاب الله ، وسنة رسوله فقد ملكت بشرع الله فاتق الله فيَّ ، وامتثل في زواجنا أمر الله تعالى : "فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان " .. أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولك ،" ثم قعدت .

قال شريح : فألجأتني إلى الخطبة في ذلك الموقف ، فقمت وقلت : الحمد لله أحمده ، وأستعينه ، وأصلي على نبيه صلى الله عليه وسلم وأستغفره من كل ذنب ، أما بعد ؛ فقد قلت كلاماً إن تثبتي عليه وتصدقي فيه يكن لك ذخراً وأجراً وفضلاً ، وإن تدعيه ، كان حجةً عليك
 
أحب كذا وكذا ، وأكره كذا وكذا ، وما وجدت من حسنة فانشريها ، أو من سيئة فاستريها ،

فقالت لي : كيف محبتك لزيارة أهلي وأهلك ؟
فقلت : نزورهم غباً ( أي وقتاً بعد وقت ) مع انقطاع بين الحين والحين ، فإني لا أحب أن يملونا ، وفي الحديث الشريف ؛ زر غباً تزدد حباً " .

ورحم الله القائل : 
غب وزر غباً تزدد حباً فمن أكثر الترداد أضناه الملل
فقالت : سمعاً وطاعة , مَن مِنَ الجيران تحب حتى أسمح لنسائهم بالدخول إلى بيتك ، ومن تكره حتى أمنع نساءهم من الدخول ؟

فقلت لها : بنو فلان قوم صالحون ، وبنو فلان غير ذلك .

ومضى عام كامل عدت في يوم من الأيام من مجلس القضاء فرأيت في دارنا أم زوجتي فرحبت بها ، وسلمت عليها .

فقالت لي : كيف رأيت زوجتك يا أبا أميِّة ؟
فقلت : هي خير زوجة ولله الحمد .

وكانت قد علمت منها أنها في أهنأ عيش ، وأنعمه ، من فعال ومقال .
فقالت لي : يا أبا أمية ، إن المرأة لا تكون أسوأ حالاً منها حين تدلل فوق الحدود ، وما أوتي الرجال قط شراً من المرأة المدللة ، فأدب ما شئت أن تؤدب ، وهذِّب ما شئت أن تهذب ،

ثم التفتت إلى ابنتها تأمرها بحسن السمع والطاعة ، 

ومضى علينا عشرون عاماً ، لم أجد ما يؤلمني منها إلا مرة واحدة كنت أنا الظالم فيها " .

ایک تبصرہ شائع کریں

0 تبصرے