عَوِّدْ نَفْسَكَ الصَّبْرَ

عَوِّدْ نَفْسَكَ الصَّبْرَ

وَٱصۡبِرُوۤا إِنَّ ٱللهَ مَعَ ٱلصَّابِرِین

الصّبرُ مفتاحُ الفرجِ ودأبُ الصّالحين، وإنَّ اللهَ تعالى إذا أحبَّ عبدًا حفظ له دينه وابتلاه في دنياه في نفسه وماله وولده، قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ﴾ [سورة هود - 115] هذهِ الدُّنيا دارُ بَلاءٍ وَامْتِحانٍ وَعَمَلٍ واستِعدادٍ لِمَا بعدَ الموتِ، فالمؤمِنُ التّقيُّ مَهمَا أصابَهُ مِنْ بَلاءٍ، مَهْمَا نَزَلَ عَلَيْهِ مِنَ البَلاءِ وَالمصائِبِ فَهُوَ الرَّابِحُ الفَائِزُ السَّعِيدُ فِي الآخِرَةِ؛ الصّبرُ بأنواعهِ ضياء للقلوبِ والصّبرُ ثوابُهُ الجنّة، فاصبروا تفوزوا والجأوا إلى اللهِ تسعدوا. قال اللهُ تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَىْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) [سورة البقرة] الآيات 155 - 156 - 157. اللهُ يُلْهِمُنَا الصَّبْرَ، الدُّنيا دارُ بَلاءٍ 

*في بدايةِ الدّعوةِ كان اتباعُ نَبيِّنا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُضرَبون ويُهانُونَ ويُسَبّونَ، فجاءَ خَبَّاب بْنُ الْأَرَتِّ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شاكيًا*.
*فقد روَى الإمامُ البُخارِيُّ عَنْ خَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ، قَالَ: شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً لَهُ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ، فَقُلْنَا: أَلَا تَسْتَنْصِرُ لَنَا، أَلَا تَدْعُو لَنَا؟ فَقَالَ: "قَدْ كَانَ مَنْ قَبْلَكُمْ يُؤْخَذُ الرَّجُلُ فَيُحْفَرُ لَهُ فِي الْأَرْضِ، فَيُجْعَلُ فِيهَا، فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ، فَيُجْعَلُ نِصْفَيْنِ، وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ مَا دُونَ لَحْمِهِ وَعَظْمِهِ، فَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَاللهِ لَيَتِمَّنَّ هَذَا الْأَمْرُ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ لَا يَخَافُ إِلَّا اللهَ وَالذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ، وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ". فالرَّسُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذكرَ سِيَرَ صَبْرِ مَنْ قَبْلَنا مِنَ الأُمَمِ حتّى نَقْتَدِيَ بِهمْ*

بدراسةِ وقراءةِ سِيرةِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُسْوة في الصّبرِ على تَكالُبِ الأمَمِ وعلى كَيْدِ إبليسَ وجُنودِهِ، وبسِيرَتِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْوَى إيمانُ المؤمنِ ويزيدُ يَقِينُهُ ويَشُدُّ مِنْ عزائمِهِ، ويَتَلَخَّصُ منَ السّيرةِ فوائد، منها زيادةُ الإيمانِ وزيادةُ اليَقينِ. والإشارةُ إلى سيرةِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ باعِثٌ كبيرٌ للاقْتِداءِ بهِ صلَواتُ رَبِّي وسلامُهُ عَلَيْهِ، لذلك انْظُروا إلى نبِيِّنا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

طيّبَ اللهُ عيشكم وهوّن عليكم مشاقّ الدُّنيا ومصائبها

ایک تبصرہ شائع کریں

0 تبصرے