الأموات يسمعون ويشعرون بالأحياء وعند زيارتهم ينتفع كل واحد من الآخر عند أهل السنة

مسألة: 
الأموات يسمعون ويشعرون بالأحياء وعند زيارتهم ينتفع كل واحد من الآخر عند أهل السنة.

* أثر زيارة قبور الأنبياء والأولياء وأهل الكمال.

قال الإمام فخر الدين الرازي رحمه الله تعالى (٦٠٦ ه) في (المطالب العالية):
"إن الإنسان إذا ذهب إلى قبر إنسانٍ قويِّ النفس، كامل الجوهر، شديد التأثير ووقف هناك ساعة وتأثّرتْ نفسُه من تلك التربة فحينئذٍ يحصل لنفس هذا الزائر الحيّ ولنفس ذلك الميت ملاقاةٌ بسبب اجتماعهما على تلك التربة، فصارت هاتان النَفْسَانِ شبيهتين بمرآتين صقيلتين وُضِعَتا بحيث ينعكس الشعاع على كل واحدة منهما إلى الأخرى، فكل ما حصل في نفس هذا الزائر الحي من المعارف البرهانية، والعلوم الكسبية، والأخلاق الفاضلة من الخضوع لله، والرضا بقضاء الله، ينعكس منه نورٌ إلى روح ذلك الميت، وكلُّ ما حصل في نفس ذلك الإنسان الميت من العلوم المشرقة الكاملة فإنه ينعكس منه نورٌ إلى روح هذا الزائر الحي وبهذا الطريق تكون تلك الزيارة سبباً لحصول المنفعة الكبرى والبهجة العظمى لروح الزائر ولروح المزور. وهذا هو السبب الأصلي في شرعية الزيارة ولا يبعد أن تحصل فيها أسرار أخرى أدقُّ وأغمض مما ذكرناه، وتمام العلم بحقائق الأشياء ليس إلا عند الله". اهـ
يقول الإمام الكوثري رحمه الله تعالى في مقالاته معلقاً على كلام الإمام الرازي: "وها أنت رأيت ما يراه الإمام فخر الدين الرازي في الزيارة من الأخذ والعطاء والاستفاضة والإفاضة على نسبة منزلتيّ الزائر والمزور."

وقال الإمام المحقق سعد الدين التفتازاني رحمه الله تعالى (ت ٧٩٢ ه) في (شرح المقاصد) :
"ولهذا ينتفع بزيارة القبور والاستعانة بنفوس الأخيار من الأموات في استنزال الخيرات واستدفاع المُلِمَّات ، فإن للنفس بعد المفارقة تعلقًا ما بالبدن وبالتربة التي دُفنت فيها ، فإذا زار الحي تلك التربة وتوجهت نفسه تلقاء نفس الميت حصل بين النفسين ملاقاة وإفاضات" اهـ.
قال الإمام الكوثري في مقالاته معلقاً على هذا الكلام: 
"وهذا هو تحقيق هذا الإمام الجليل في المسألة، أفهذا أيضاً لا يُميّز بين التوحيد والإشراك؟ 
فتعساً لرأس يتخيل ذلك!".
منقول
.............................
الشيخ عبد الهادي الخرسة الدمشقي حفظه الله تعالى .

ایک تبصرہ شائع کریں

0 تبصرے