Header Ads

أسرار التوسل بأهل بدر

*★ أسرار التوسل بأهل بدر:*
يذكر أهل السير أن عدد أهل بدر كانوا 313 رجلاً، وفي رواية: 314 رجلاً مع النبي صلى الله عليه وسلم، ولهذا العدد سر في الأوراد والأذكار التي تقرأ لقضاء الأمور والتوسل بأسماء أهل بدر أمر مجرب صحيح عند العارفين بالله، ويوصون بذلك الناس، وأهل بدر هم صفوة الصالحين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، والذين نالوا رضا الحبيب عليه الصلاة والسلام، وإنّ الأحاديث واردة بأنّ الله تعالى غفر لهم ما تقدم من ذنبهم ، وما تأخر ، وأنّ النبي صلى الله عليه وسلم بشّرهم بالجنة ، والقرآن ناطق بأن الملائكة قاتلت ، وشهدت الواقعة معهم ، ودعت لهم بالمغفرة ، والتوسل بهم وبالصالحين أمر مشروع، و قام الدليل الواضح والأدلة الساطعة على جواز التوسل بالأنبياء والصالحين وقد ورد في كتب الحديث، ولا توجد آية ولا حديث ولا نص شرعي بالنهي عن التوسل، بل وردت النصوص بخلاف ذلك وعلى كل حال نرجع إلى ما قاله العلماء في التوسل بأهل بدر:
*1-* جاء في السيرة الحلبية (ج2 ص 252): وذكر الإمام الداوني أنه سمع من مشايخ الحديث أن الدعاء عند ذكرهم يعني أصحاب بدر مستجاب . وقد جرب ذلك .
*2-* وذكر بعضهم أنّ كثيراً من الأولياء قد أُعطوا الولاية ببركة أسمائهم ، وإنّ كثيراً من المرضى سألوا الله تعالى بهم في شفاء أسقامهم ، فشفوا من ذلك ، وقال بعض العارفين : ما جعلت يدي على رأس مريض ، وتلوت أسماءهم بنيّة خالصة إلاّ شفاه الله تعالى ، وإنْ يكن قد حضر أجله ، خفف الله عنه .
*3-* وقال بعضهم : جرّبتُ أسماءهم في الأمور المهمة تلاوة وكتابة ، فما رأيت أسرع منها إجابة ،

*4-* وروي عن جعفـر بن عبد الله ، رحمهم الله تعالى ، قال : أوصاني والدي بحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والتوسل بأهل بدر في جميع المهمات ، وقال لي : يا بُني ! إنّ الدعاء عند ذكرهم يُستجاب ، وإنّ الرحمة والبركة والغفران ، والرضى والرضوان ، تُحيط بالعبد إذا ذكرهم ، أو قال : عند الدعاء بأسمائهم ، وإنّ مَن ذكرهم في كل يوم ، وسأل الله تعالى حاجته قُضيت له ، لكن ينبغي لمن ذكرهم في قضاء مُهمٍّ أنْ يترضى عن كل واحد عند ذكر اسمه ، فيقول : محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أبو بكر الصديق، رضي الله تعالى عنه ، عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه ، وهكذا إلى آخرهم ، فإنه أنجح للإصابة .
*5-* وعن زيد بن عقل رحمهم الله تعالى : قد انقطعت طريق بأرض المغرب في بعض السنين من سباع ضارية ، وانقطعت طريق أخرى من لصوص ، فما كنت أرى أحداً يخطر من تلك الطرق إلاّ هلك فبينما نحن جلوس في بعض الأيام، إذ أقبل رجل من تلك الطرق، ومعه تجارة عظيمة ، وليس معه إلاّ عبده ، وهو يحرك شفته كالذي يتلو بعض الأسماء ، فابتدره والدي ، وقال: إنّ لهذا شأناً عظيماً ، ونظرنا خلفه ، فلم نر معه أحداً غير عبده ، فقال له والدي : سبحان الله ! كيف سَلِمت بتجارتك ، وأنت وحدك ، والطريق مقطوعة منذ أيام من اللصوص والسباع ؟! فقال : أما يكفيك أني دخلت هذه الطريق بجيش ، دخل بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولقي بهم أعداءه ، ونصره الله بهم ؟ فقال والدي : وأي جيش أدركت أنت من أصحاب رسول الله ؟ فقال : أدركت أصحاب بدر ، رضي الله تعالى عنهم ، ودخّلتهم معي هذه الطريق المخيفة ، فما كنت أخاف لصاُ ولا سبعاً فقال له والدي : سألتك بالله أنْ تكشف لي عن قضيتك فقال : اعلم ـ يرحمك الله ـ أني كنت أمير قوم لصوص، نقطع الطريق ، ولا تمرّ بنا قافلة إلاّ نهبناها ، ولا تجارة إلا أخذناها ، فبينا نحن ليلة من الليالي إذ جاءت إلينا جواسيسنا ، وأخبرونا أنَّ التاجر خارج بتجارة عظيمة ، ومعه خمسة عشر رجلا ، فلمَّـا سمعنا ذلك حملنا عليهم ، فقتلنا من أتباعه عشرة رجال ، ثم أقبل علينا التاجر ، وقال : يا هؤلاء ! ما حاجتكم ، وما تريدون ؟ فقلنا : نريد أنْ نأخذ هذه التجارة ، فانج بمن بقي من أصحابك ، قبل أن يقع بكم مثل ما وقع بإخوانكم ، فقال لنا : كيف تقدرون على ذلك ، ومعي أهل بدر ، فقلت له إني لا أعرف بدراً ولا أصحابه ، فقال : الله أكبر ، ثم أخذ يتلو في أسماء لا أعرفها ، فأخذنا الرعب عند تلاوتهـا ، وانهزمنـا ، وثـارت علينا ريح شديدة ، وسمعنا دكة ، وقعقعة سلاح ، واشتبات رماح ، وقائل يقول : استقبلوا أهـل بدر بصبر جميل ، فنظرت رجالاً ، وأي رجال كالعقبان على خيول تسبق الريح ، فأحاطوا بنا ، فلمَّـا عاينت ذلك ، بادرت إلى صاحب التجارة ، وقلت : أنا مُستجير بالله وبك ، فقال : تُبتَ إليَّ من هذه الفعال ، فثبت على يديه ، وقد قتل من أصحابي بِعدة ما قُتل من أصحابه ، ثم إني لمَّـا أردت الانصراف عنه سألته ، فعلمني أسماء أهل بدر ، فمنذ عرفتها لم أحتج إلى غفارة أحد من الخلق، لا في البر ، ولا في البحر ، وبها جئت من هذه الطريق ، كما رأيتني ، فكل مَن رآني من لص أو سبع ، حاد عن طريقي ، فلله الحمد ، وهذا سبب خروجي وحدي ، انتهى .

*6-* وحكى بعضهم أنه خرج يريد الحج إلى بيت الله الحرام ، فكتب أسماء أهل بدر في قرطاس ، وجعله في اسكفة الباب ، وكان صاحب مال ، فلمَّـا سافر جاء اللصوص إلى داره ، ليأخذوا ما فيها ، فلمَّـا صعدوا السطح سمعوا حديثاً ، وقعقعة سلاح ، فرجعوا ، ثم أتوا الليلة الثانية ، فسمعوا مثل ذلك ، ثم مرّة أخرى ، فسمعوا مثل ذلك ، فتعجبوا وانكفّوا ؛ حتى جاء الرجل من الحج ، فجاء رئيس اللصوص ، وقال له : سألتك بالله أنْ تخبرني ما صنعت في دارك من التحفظات ، قال : ما صنعت شيئا غير أني كتبت قوله تعالى : ﴿وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ﴾ ، وكتبت أسماء أهل بدر بأسرهم ، فهذا ما جعلت في داري ، فقال ذلك اللص : كفاني ذلك فائدة .
*7-* وأخبر بعض مَن ركب البحر من المغاربة ، قال : خرجت مسافرا إلى مدينة سبتة في سفينة كبيرة ، وكان فيها خلق كثير ، فهاج بنا البحر ، واشتدت الرياح ، وعظمت الأمواج ؛ حتى أشرفنا على الغرق ، وكُنَّـا بين باكٍ وداعٍ ومُتضرع ، فقال لي بعض أصحابي : إنّ في السفينة رجلاً مجذوبـاً ، فهل لك أنْ تذهب إليه ، وتسأله لنا الدعاء ، فذهبت إليه ، فإذا هو نائم ، فقلت في نفسي: إلى هذا أرسلوني ! لو كان لهذا المسكين عقل ما نام ، ونحن في هذه الحالة ، ثم وكزته برجلي ، فأفاق ، وهو يرعد ، ويقول : بسم الله الذي لا يضرُّ مع اسمه شيء في الأرض ، ولا في السماء ، وهو السميع العليم ، فقلت له : يا عبد الله ! ما ترى ما نحن فيه ؟! فضحك ولم يجبني ، فكلمته مرة ثانية ، فقال : هاك هذا القرطاس، واجعله في مقدم السفينة، وشرفه إلى الريح من حيث تأتي ، فأخذته ، وجعلته كما أمرني ، فكشف الله تعالى عن بصري ، وإذا برجال أخذوا بطرف السفينة ، وجرّوها إلى البرِّ ، وركزوها في الرمل ، وسرنا ، والذي كان مكتوباً في تلك الورقة أسماء أهل بدر ، فصرنا نتلوا في أسمائهم ؛ حتى وصلنا مقصدنا سالمين ، رضي الله عنهم أجمعين .
*8-* وذكر بعضهم ، قال : كان لي ولد من أحبّ الخلق إلي ، وكان ذا ديانة وتعفف ، فقتله ابن الوزير ظلماً وعدواناً ، فطلبت ثأره ، فلم يأخذ أحد بيدي في ذلك ، فجعلت أسأل الله تعالى بأهل بدر صباحاً ومساء ، وأستجير بهم في أخذ ثأري ؛ حتى ضاق صدري ، وأيست من أخذ الثأر ، فبينما أنا نائم ليلة من الليالي ، إذا رأيت رجلاً بهيئة سيئة ، وحالة مرضيّة ، وقائل يقول : أقدموا يا أهل بدر ، فتقدموا ، يتلو بعضهم إثر بعض ، فقلت في نفسي : سبحان الله ! هؤلاء أهل بدر الذين أستجير بهم في أخذ ثأر ولدي ، والله لأتبعنّهم ، أسير خلفهم ، إلى أنْ انتهوا إلى مكان مرتفع ، وجلس كل واحد منهم على كرسي من نور ، ورأيت قوما يدخلون عليهم ، يشكون إليهم أحوالهم ، فقلت في نفسي : ما لي لا أشكو لهم عن ولدي ، قال : فتقدمت إليهم ، وأخبرتهم بقضيتي ، وأنه لم يأخذ أحد بيدي في ثأر ولدي ، فقال أحدهم : لا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم ، ثم التفت إلى مَن كان معه وقال : أيكم يأتيني بخصم هذا المسكين، فذهب بعضهم ، فلم يكن غير هنيهة وإذا به قد أقبل ، والغريم معه ، فقال له : أنت الذي قتلت ابن هذا الرجل ؟ قال : نعم ، فقال له : وما حملك على قتله ؟ قال : ظلماً وعدواناً ، فقال : إجلس إلى الأرض ، فجلس ، ثم أنه أعطاني خنجراً ، وقال : هذا غريمك ، اقتله كما قتل ولدك ، قال : وأخذته وذبحته ، ثم انتبهت من نومي ، وأصبح النهار ، فسمعت ضجة عظيمة ، والناس يقولون: قد أصبح ابن الوزير ذبيحاً في فراشه ، ولم يُعرف قاتله .

*9-* وذكر العسقلاني ، قال : أُسِر ابن عمٍّ لي في بلاد المشركين ، فطلب الروم في فدائه مالاً كثيراً ، فلم نُطِق إعطاءه ، فأرسلت إليه بأسماء أهل بدر في قرطاس ، وأوصيته بحفظها بهم ، قال : فأطلقه الله تعالى من غير فداء ، فلمَّـا قدم إلينا سألناه عن ذلك ، فقال : لمَّـا وصلت إليّ تلك الأسماء ، فعلت بها كما أمرتني ، فاستشأموني ، فجعلوا يتبايعونني ، وكان كل مَن اشتراني تصيبه مصيبة ، فنقصت في الثمن ، حتى باعوني بسبعة دنانير ، فما مضى على مَن اشتراني بذلك غير ثلاثة أيام ؛ حتى أُصيب بأعظم مصيبة ، فأخذني ، وجعل يعذبني بأنواع العذاب ، ويقول لي : أنت ساحر ، وأنا لا أبيعك ، وسأتقرب بك للصليب ، فما لبث قليلاً حتى دهمته دابة فهشمت وجهه، فمات من حينه ، قال : فأخذ ابنه يعذبني بأنواع العذاب ، واشتهر خبري بين الناس ، فقالوا له أَخرج هذا الأسير من بلدتنا ، وأبى إلا قتلي بالعذاب ، فما مضى ثلاثة أيام حتى جاء خبر سفينة الملك أنها ضاعت ، وكان فيها ابن الملك ، وأموال عظيمة ، فلمَّـا بلغ ذلك الخبر إلى الروم، جاءوا إلى الملك ، وأخبروه بسائر ما كان من شأني ، وقالوا له : متى مكث هذا المسلم في أرضنا هلكنا ، نحن لا نشك أنه من أولاد الأنبياء ، فأرسله أيها الملك إلى أهله ، فعند ذلك أطلقني الملك ، وأعطاني مائة دينار ، وجهزني إلى بلادي ، فهذا سبب فكاكي من الأسر ، والحمد لله على ذلك.

ایک تبصرہ شائع کریں

0 تبصرے