أذكار فصل الشتاء، وما يتعلق بالغيث من الأحكام والآداب

(أذكار فصل الشتاء، وما يتعلق بالغيث من الأحكام والآداب)
أولاً. عند قلة القطر، أو تأخر نزوله:
1. يندب الإِكثار من الدعاء والذكر، والتوبة والاستغفار بخضوع وتذلل، ومن مأثور الدعاء:
 _ اللَّهُمَّ اسْقِنا غَيْثاً مُغِيثاً هَنِيئاً مَرِيئاً غدقا [أي: كثيرًا] مجلِّلا [أي: يجلل البلاد ويعمها] سَحًا [كثيرًا سائلاً] عامّاً طَبَقاً دَائِماً، اللَّهُمَّ على الظِّرَابِ [أي الهضاب] وَمَنابِتِ الشَّجَرِ:، وَبُطُونِ الأوْدِيَةِ، اللَّهُمَّ إنَّا نَسْتَغْفِرُكَ إِنَّكَ كُنْتَ غَفّارًا، فأرْسلِ السَّماءَ عَلَيْنا مِدْرَاراً. اللَّهُمَّ اسقنا الغيث ولا تجعلنا مِنَ القَانِطِينَ، اللَّهُمَّ أنْبِتْ لَنا الزَّرْعَ، وَأدِرَّ لَنا الضَّرْعَ، وَاسْقِنا مِنْ بَرَكاتِ السَّماءِ، وأنْبِتْ لَنا مِنْ بَرَكاتِ الأرْضِ، اللَّهُمَّ ارْفَعْ عَنَّا الجَهْدَ وَالجُوعَ والعُرْيَ، واكْشِفْ عَنَّا مِنَ البَلاءِ ما لا يَكْشِفُهُ غَيْرُكَ.
_ اللَّهُمَّ اسْقِنا غَيْثاً مُغِيثاً مَرِيّاً سَرِيعاً نافعاً غَيْرَ ضَارّ، عاجِلاً غَيْرَ آجِلٍ.
_ اللَّهُمَّ اسْقِ عِبادَكَ وَبَهَائِمَكَ، وَانْشُرْ رَحْمَتَكَ، وأحْيِ بَلَدَكَ المَيِّت.
2. الاستسقاء: يُشْرَعُ إذَا أَجْدَبَتْ الْأَرْضُ وَانْقَطَعَ الْغَيْثُ أَوْ النَّهْرُ أَوْ الْعُيُونُ الْمُحْتَاجُ إلَيْهَا، وَقَدْ ثَبَتَتْ الْأَحَادِيثُ الصَّحِيحَةُ فِي اسْتِسْقَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على أنواع (أدناها) الدعاء فقط فُرَادَى وَمُجْتَمِعِينَ (النَّوْعُ الثاني) وَهُوَ أَوْسَطُهَا الدُّعَاءُ خَلْفَ صَلَاةِ الْجُمُعَةِ أَوْ غَيْرِهَا مِنْ الصَّلَوَاتِ وَفِي خُطْبَةِ الْجُمُعَةِ (النَّوْعُ الثَّالِثُ) أَفْضَلُهَا: أن يدعو الإمام الناس للاستسقاء ويحثهم على التوبة والخروج من المظالم وصيام ثلاثة أيام، ثم يخرج بهم ويصلي رَكْعَتَيْنِ كصلاة العيد يكبر بَعْدَ تَكْبِيرَةِ الْإِحْرَامِ بِدُعَاءِ الِاسْتِفْتَاحِ ثُمَّ يُكَبِّرَ سَبْعَ تَكْبِيرَاتٍ وَفِي الثَّانِيَةِ خَمْسَ تَكْبِيرَات، ويُسْتَحَبُّ أَنْ يَخْطُبَ بَعْدَ صَلَاةِ الِاسْتِسْقَاءِ خُطْبَتَيْنِ أَرْكَانُهُمَا وَشُرُوطُهُمَا كالْعِيدِ، ويستحب ان يبدل التكببرات فِي أَوَّلِ خُطْبَتَيْ الْعِيدِ بِالِاسْتِغْفَارِ، ويُسْتَحَبُّ أَنْ يَدْعُوَ فِي الْخُطْبَةِ الْأُولَى، ويستحب أن يكون في الخطبة الأولي وأول الثَّانِيَةِ مُسْتَقْبِلَ النَّاسِ مُسْتَدْبِرَ الْقِبْلَةِ ثُمَّ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ، وَيُبَالِغُ فِي الدُّعَاءِ، وفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ  أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ تعالى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  اسْتَسْقَى فَأَشَارَ بِظَهْرِ كَفَّيْهِ إلَى السَّمَاءِ، ولذا قَالَ الْعُلَمَاءُ: السُّنَّةُ لِكُلِّ مَنْ دَعَا لِدَفْعِ بَلَاءٍ أَنْ يَجْعَلَ ظَهْرَ كَفَّيْهِ إلَى السَّمَاءِ وَإِنْ دَعَا لطلب شئ جَعَلَ بَطْنَ كَفَّيْهِ إلَى السَّمَاءِ، وَيُكْثِرُ الخطيب الِاسْتِغْفَارَ حَتَّى يَكُونَ أَكْثَرَ كَلَامِهِ يَبْدَأُ بِهِ دُعَاءَهُ وَيَفْصِلُ بِهِ بَيْنَ كَلَامِهِ وَيَخْتِمُ بِهِ، وَيُكْثِرُ مِنْ دُعَاءِ الْكَرْبِ فِي الصَّحِيحَيْنِ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَرَبُّ الْأَرْضِ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ، وَيُسْتَحَبُّ لِلْإِمَامِ عِنْدَ تَحَوُّلِهِ فِي أول الخطبة الثَّانِيَةِ إلَى الْقِبْلَةِ أَنْ يُحَوِّلَ رِدَاءَهُ.
3. إن لم يسقوا كرروا مرة وثانية وثالثة...
4. ويُستحبّ إذا كان فيهم رجلٌ مشهورٌ بالصلاح أن يستسقوا به فيقولوا: " اللَّهُمَّ إنَّا نَسْتَسْقِي وَنَتَشَفَّعُ إِلَيْكَ بِعَبْدِكَ فُلانٍ، ففي صحيح البخاري أن عمر رضي الله تعالى عنه، كان إذا قُحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب، فقال: اللَّهمّ إنّا كنّا نتوسلُ إليك بنبيّنا صلى الله عليه وسلم فتسقينا، وإنّا نتوسلُ إليك بعمّ نبيّنا صلى الله عليه وسلم فاسقنا، فيُسقون.
ثانيًأ. سبب حبس القطر والغيث أو قلته: المعاصي ولا سيما الغش في البيع ومنع الزكاة، فقد ثبت عند ابن ماجه عن النبي عليه الصلاة والسلام: (...وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ، إِلَّا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ (أي بالقحط) وَشِدَّةِ الْمَؤونَةِ وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ، إِلَّا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنْ السَّمَاءِ، وَلَوْلَا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا...). 
ثالثًا. إذا هَاجَتِ الرِّيح فمن السنة كما في "صحيح مسلم" عن عائشة رضي الله تعالى عنها، قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا عصفت الريح قال: " اللَّهُمَّ إِني أسألُكَ خَيْرَها وَخَيْرَ ما فِيها، وَخَيْرَ ما أُرْسِلَتْ بِهِ، وأعُوذُ بِكَ مِنْ شَرّها وَشَرّ ما فِيهَا وَشَرّ ما أُرسِلَتْ بِهِ ".
ثالثًا. إذا أرعدت وسمع صوت الرعد يقول ما رواه مالك عن عبد الله بن الزبير رضي الله تعالى عنهما أنه كان إذا سمع الرعدَ تركَ الحديثَ وقال: " سُبْحانَ الَّذي يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ ".
رابعًا. إذا نزل القطر يقول كما في "صحيح البخاري" أنَّ رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم كان إذا رأى المطر قال: " اللَّهُمَّ صَيِّباً نافِعاً " أي: كثيرًا نافعًا.
خامسًا. يقول عقب نزول المطر كما في الصحيحين: مُطِرْنا بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِه.
سادسًا. إن كثر المطر حتى خيف من ضرره قال كما في الصحيحين: اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا، وَلاَ عَلَيْنَا، اللَّهُمَّ عَلَى الآكَامِ وَالجِبَالِ وَالآجَامِ وَالظِّرَابِ وَالأَوْدِيَةِ وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ.

ایک تبصرہ شائع کریں

0 تبصرے